محتويات المقال
- 1 صراع العمالقة !
- 2 و لكن لا يمكنك اللعب قبل تعلم القواعد !
- 3 المقارنات الشجاعة !
- 4 ميكروسوفت تفتقر الى الحكمة مجددا !
- 5 اكبر خطأ قد تصنعه في حياتك ان تشوه منتج قديم لك, او تشوه منافس لك يسير في نفس الطريق الذي تسير فيه !
- 6 و لكن لما يزداد الاقبال على هذه الاستراتيجية هذه الايام ؟
- 7 شروط واجبة
- 8 هل تنفيذ تلك الاستراتيجية له شروط معينة ؟
- 9 – ان لا تكثر من السخرية !
- 10 – لا تعيب على من يسير في نفس طريقك!
- 11 – استمر في النقاش و لا تهرب
- 12 – لا تسخر من عيوبك !
- 13 – لا تهاجم اكثر من منافس في نفس الوقت
- 14 – لا تجرح الاخرين, التزم بالشرف
- 15 الية التنفيذ…
- 16 مقترحات
- 17 اخيرا اود اطلاق تحذير هام، هذة الاستراتيجية خطيرة و غير محايدة و للاقوياء فقط, و من يقوم بتنفيذها يتحمل المسؤولية كاملة
“من جاور السعيد يسعد”
مثل مصري شهير تم تحويره مؤخرا ليصبح نظرية تسمى “التسلق” و التي يتبناها قليلو الحيلة و الضعفاء من اجل ان يلصقوا اسمهم الصغير الغير ذو قيمة باخر كبير يستقوون به !
ببساطة تلك النظرية تعني : ان هناك أحدهم مشهور جدا و يتحدث عنه الجميع باهتمام و يتابعون أخباره, و هناك أنت, صغير معدم و لا ترى بالعين المجردة, هذا الكبير هو منافسك, و لكي تتغلب عليه اما ان تصاحبه و تقلده و تجعله يتحدث عنك او يهتم بك فيجذب اليك الرأي العام و الاعلام, و اما ان تستعديه, نعم تناصبه العداوة كأن بينك و بينه ثأر قديم. تسخر منه و تتربص لسقطاته و يا للمكسب اذا استطعت ان تطعنه في مقتل و تفضحه بشئ حقيقي امام الملأ !
الحالة الاولى صعبة جدا, ان تجعل منافسك يحبك و تستميله اليك و هو اقوى منك لشئ عجاب و اقرب للمستحيل, لذا حديثنا اليوم هو عن الخيار الثاني الأسهل, الغير اخلاقي ربما, و لكننا ما دمنا نستعرض سلسلة استراتيجيات التسويق الابداعي, فيجب علينا في هذة الحلقة “الحلقة الثالثة” ان نتحدث عن التسويق بالاستعداء, احدى أشهر الحيل الحديثة !
إقرأ أيضا:30 سببا ستضع بينتريست على قمة الشبكات الاجتماعية في 2014
صراع العمالقة !
هل فكرت يوما لماذا تتربص نوكيا و سامسونج و حديثا اتش تي سي للعملاقة ابل ؟ لماذا يصرون على السخرية منها كلما اطلقت هاتف جديد ؟ لماذا ينشئون اعلانات فيديو باكملها تسخر من تجربة الايفون 5 مثلا ؟
البعض قد يظن انها الغيرة, الحقد الذي ملئ قلوبهم على القطار المنطلق في طريقة, و لكن مهلا يا صديقي انها شركات كبرى و ليست بضعة نساء ! انهم يخططون و ينفقون و ينتظرون النتائج, لا تحركهم العواطف, اي ان كل ما يقومون به له هدف محدد و واضح و طالما استمروا في خطتهم فهي ….. تحقق نجاحا !
حسنا حسنا, دعونا من تلك التساؤلات المشبوهة, التساؤل الاهم بالنسبة لي هو, لماذا لا ترد عليهم ابل ؟
اذا كان ما يفعلونه على شبكات التواصل مجرد لعبة من العاب السخرية يقوم بها موظفي ادارة الشبكات الاجتماعية, فلماذا لا يشارك فيها موظفي ابل, هل يفتقدون لروح الفكاهة ؟
إقرأ أيضا:نصائح و توجيهات وأساسيات الأرشفةبالتأكيد, ما تقوم به هذه الشركات قليلة الحيلة هو محاولة يائسة غير اخلاقية و غير نبيلة للنيل من منافستها ابل, ابل التي استطاعت ان تقضى على شركتين عملاقتين كنوكيا و بلاك بيري في ظرف اربعة سنوات, بائت كل محاولات ايقافها بالفشل, حاولوا تقليدها و التشبه بها, حاولوا ابتكار افكار جديدة, حاولوا رفع القضايا عليها, و لكنهم لم يستطيعوا ان يوقيفوها, فقرروا اخيرا السخرية منها, طالما ليس هناك شيئا ليخسروه, فليحاولوا ان يجعلوها “اضحوكة” لعل الجمهور ينفض من حولها, لعل الجمهور يتأثر نفسيا بهذة النكات و يقررون شراء اجهزة نوكيا, و لو من باب الشفقة و تشجيع “الروح الحلوة”
مؤخرا انضمت شركتي المفضلة HTC لقائمة الشركات التي تتبنى الفكرة بشدة عندما قررت السخرية من هاتف سامسونج الذهبي الجديد و شبهته بـ“لازقة الجروح” !
ترى ما الذي يجعل شركة عملاقة ترعى دوري ابطال اوروبا, تفعل هذا بالجالاكسي اس5 ؟ سوى انها تعاني لدرجة الهذيان بسبب انتشار هواتف سامسونج حتى في البلد الذي انطلقت منه htc “تايوان” و تحقيقها لخسائر تجعل من المستقبل ظلاما حالكا شديد السواد !
و لكن لا يمكنك اللعب قبل تعلم القواعد !
و لكن يبدو انها ليست حيلة جيدة اذا لم تكن تتقن قواعد اللعبة, حاولت ميكروسوفت قديما في سلسلة اعلانات تلفزيونية السخرية من خدمة “جيميل” او ايميل جوجل, حاولت اخبار المشاهدين ان جوجل تتجسس عليهم و انها تستفيد من معلوماتهم الشخصية بطريقة مالية, حاولت اخبارهم بان جوجل شركة مستغلة و محتكرة !
إقرأ أيضا:طريقة اضافة اصدقائك دفعة وحدة علي الجروب في الفيسبوك
و لكن, لم يتفاعل احد مع هذه الحملة كما اراد منشؤوها ربما لا لشئ الا لأن كل ما حاولوا تشويه جوجل به, كانت ميكروسوفت مشوهة بأكثر منه !
او ربما لانهم اتبعوا الاسلوب المباشر,, لا تستخدموا جوجل ميل لانه يخترق خصوصيتكم و استعملوا هوتميل لانه رائع ! هذا ملخص بسيط لاعلانات ميكروسوفت الفاشلة, انتهى الحال بالهوتميل الان الى التفكير جديا في اغلاقه من قبل ميكروسوفت !
الخلاصة المستفادة من حملة هوتميل هي ببساطة,, عندما تذم في احدهم, فلا تحاول ان تقدم نفسك كبديل بشكل مباشر فهذا من شأنه ان يشكك في مصداقية ذمك للاخر ! خصوصا اذا كان عملك يعاني من نفس مشاكله و اكثر !
المقارنات الشجاعة !
فيري اقوى على الدهون من اي سائل اخر ,, هذا الاخر هو ازرق و غطاه احمر, و اعلاناته تقول انه الاقوى, لن اخبرك باسمه و لكن فكر قليلا
اسلوب الاستعداء و مقارنة خدماتك بالاخرين هو اسلوب شهير ايضا في وطننا العربي تستخدمه بعض شركات المساحيق و الشامبو لمقارنة منتجاتها بالشركات المنافسه, في محاولة منها لاقناع المشاهد البسيط بانها الاقوى و لا تخاف و لا تخشى التحدي !
يحب الجمهور غالبا تلك الاعلانات, لانه بينما يرى اي اعلان بشكل عام, يستدعي خياله المنافس الاخر, و يقوم بعمل مقارنات داخلية, فاذا قمت انت بعمل المقارنة امامه و في نفس التوقيت, فكأنك التمست شيئا داخله و تحكمت في نتائج و قرارات العقل الباطني !
ميكروسوفت تفتقر الى الحكمة مجددا !
مرة اخرى تستخدم ميكروسوفت اسلوب الاستعداء و لكن في مواجهة من؟ في مواجهة نفسها! تنشئ حملة اعلانية تسخر فيها من ويندوز اكس بي بشدة كما لم يسخر منه اي منافس من قبل و تدعو في نهاية الاعلان الى الاستيقاظ و الانتقال الى ويندوز 8 !
في الحقيقة لا اعلم من اي كوكب يأتي فريق التسويق بميكروسوفت بهذة الافكار, لو انهم يريدون ان يثبتوا فشل نظرية الاستعداء و يريدون ان يدمروا مستقبل ميكروسوفت فلا مشكلة لدي في ذلك, و لكن لماذا تدمرون الذكريات, لماذا تدمرون منتجات زمن ميكروسوفت الجميل !
اكبر خطأ قد تصنعه في حياتك ان تشوه منتج قديم لك, او تشوه منافس لك يسير في نفس الطريق الذي تسير فيه !
دعوني اشرح لكم لماذا اقبلت ميكروسوفت على هذة الحملة ,,,,
ببساطة ميكروسوفت تنافس نفسها, وجدت ان الملايين ما يزالوا يستعملون ويندوز اكس بي و يجدونه الافضل, في المقابل لم يتم بيع الا بضعة ملايين من النسخ من الويندوز الوليد 8, اذا ويندوز اكس بي اصبح كالأبن العاق الذي رفع قضية حجر صحي على ابيه و فاز بها ! ويندوز اكس بي الرائع “من وجهة نظر المستخدمين” يمنع العملاء من شراء ويندوز 8, اذا فلندمره, فلنقل انه جاء بطريقة الخطأ, غلطة ارتكبتها ميكروسوفت في ايام المراهقة و تريد تصحيحها بويندوز 8, فهل ستقبلون بنا ؟
حاولت ان افكر بنفس طريقة تفكيرهم، و لكن في النهاية مازلت مقتنع انهم مخطئون, ميكروسوفت ليست وحدها في السوق, هناك اندرويد المتوسع و الـIOS الانيق يسيران للامام بخطى ثابتة و ربما يصلان يوما للحاسب الشخصي, فلماذا تدمر ميكروسوفت اخر منتجاتها الرائعة ؟ لماذا تفعل هذا بينما ما يزال منتجها الجديد غير مقبول شعبيا او اعلاميا, كان بامكانهم اعادة استثماره و اصداره بشكل محدث و جديد, مثلما تفعل شركة يوبي سوفت مثلا مع العابها القديمة للكمبيوتر, على اية حال, اظن ان احدهم تلاعب برأس بيل جيتس و جعله يوافق على ان يفعل هؤلاء الموظفين بشركته ما يفعلونه الان !
و لكن لما يزداد الاقبال على هذه الاستراتيجية هذه الايام ؟
ببساطة مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي و كثرة مواقع الاخبار الالكترونية التي ترصد تفاعلات الجمهور, اصبح كل شئ مسلي و فكاهي ذو قيمة لابعد الحدود, النكتة تنتشر في ثوان معدودة لتغزو العالم, لذا بدلا من ان تنشر بيان صحفي و توزعه على مجلات الاخبار و تدفع الالاف من اجل نشره، كل ما عليك هو ان تبتكر نكتة على احد منافسيك، يتفاعل معها الجمهور, يلتقطها الاعلام, فتصبح رأي عام فجأة و يصبح حسابك الاجتماعي محط انظار الكثيرين، و ما ن يحدث هذا فانت لست بحاجة للمزيد, فقط قم باخبارهم عن منتجك كما تريد, انت الان امام الكاميرات
شروط واجبة
هل تنفيذ تلك الاستراتيجية له شروط معينة ؟
بالتأكيد, هناك عدة اشتراطات يتوجب عليك الالتزام بها و الا ستفقد هدفك, هذه هي :
– ان لا تكثر من السخرية !
لست في حلقة من حلقات “البرنامج” لباسم يوسف, و لم تنشئ حساباتك الاجتماعية من اجل تسلية الجمهور, تذكر الهدف الاساسي, كل ما عليك هو ان تستهلك وقتا اكبر لابتكار نكتة مسلية, لا تكثر من النكات, واحدة كل شهر ستكون كافية جدا .
– لا تعيب على من يسير في نفس طريقك!
انت مثلا لديك متجر الكتروني, كل ما يتميز به هو سرعة توصيل البضائع, انت تقول ان توصل البضائع لزبائنك خلال 24 ساعة فقط, و هناك منافس لك يتبنى نفس الفكرة, عندها سيكون اكثر الاشياء حماقة هو ان تسخر من سرعة توصيل او من فكرة منافسك, كأن تقول ” يقول متجر كذا انه يستطيع توصيل البضائع خلال 24 ساعة و لكن الزبائن هم من لا يفتحون الابواب”
في هذا المثال السابق انت سخرت من فكرة التوصيل خلال 24 ساعة, و حاولت اقناع الجمهور انها غير موجودة في الواقع, على الرغم من انك تتبناها, ببساطة ان تشبه من يحاول ان يقتل نفسه بان يحجب بيديه الهواء من الدخول لانفه !
ردة فعل الجمهور ستكون كالتالي: متجرك و المتجر الاخر, كلاكما كاذبان !
– استمر في النقاش و لا تهرب
اذا قمت مثلا بالسخرية من منافسك الكبير عبر تويتر, و كان القائم على حساب منافسك ليس بالقدر الكافي من الذكاء, فربما يدفعه الحماس الى الرد عليك, حينها انت نجحت بنسبة 50% كل ما عليك هو استدراج الخيط ببطئ, خذ وقتك لابتكار رد مناسب و قوي و مضحك و قم بالرد عليه ثانية, في كل الاحوال انت الرابح, انت صاحب متجر صغير لن يضرك اي نقد، انما هو محط انظار الكثيرين، و اذا ظهر في الاعلام و هو يرد عليك، فهذا مؤشر على وجود منافسة بينكما، كأنك اصبحت ندا له، وجها لوجه، ستستفيد حينها من الشهرة و الانتشار اكثر من اي شئ اخر .
– لا تسخر من عيوبك !
لدى منافسك مشكلة في تصميم موقعه, او لديه لوجو و الوان ردئية المستوى, لا يمكنك حينها ان تقوم بانتقاده في تلك النقطة اذا كنت انت نفسك لديك مشكلة مشابهة, عندها سيتهمك الاخرون بانك تقضي وقتا على موقع منافسك اكثر من موقعك! ”اذا كنت تفهم ما اعنيه”
– لا تهاجم اكثر من منافس في نفس الوقت
اذا قمت بالسخرية من احدهم و نجح الامر فقد يدفعك الطمع الى تكراره مع اخرين, و لكن هذا الامر سيكون مهينا لك و فاضحا لاهدافك الخفية, فقد يدرك الجمهور حينها انك ما تفعل ذلك الا لتشويه الاخرين و الدعاية لنفسك, كذلك به بعض الخطورة, فقد يتفق المنافسون لك مع بعضهم البعض و يبدأون بحملة جماعية مضادة“تتبخر انت على اثرها”
– لا تجرح الاخرين, التزم بالشرف
لا تقتحم خصوصيات الاخرين, حتى لو كانوا منافسوك, لا تتهم مؤسس الشركة التي تنافسك بأي شئ شخصي, كأنه يشرب الخمر او يسهر خارج المنزل او لديه ابن سئ, لا تتهم الشركة المنافسة بانها تختلس من اموال الضرائب, لا تسوق لنفسك كأنك ابن البلد و الاخر اجنبي يريد ان ينهب خيرات بلدك!
اختصارا، لا تطعن في شرف منافسك ابدا مهما كنت على حق !
الية التنفيذ…
انشئ جمهورا خاص بك على احدى الشبكات الاجتماعية, انتظر في وقت موسمي, اعلم احد الاعلاميين بما ستقوم به لاحقا ليتبنى نشر الخبر, قم باستلقاط احدى العيوب الحقيقية لدى منافسك و التي يعاني منها جمهوره بشدة, قم بابتكار نكتة مضحكة عليها, تأكد من انك ليس لديك نفس العيب, قم بنشرها بعد عمل mention او اشارة لمنافسك في نفس المنشور, يمكنك ان تقوم بعمل promotion او تمويل المنشور ليصل الى جمهور اكبر و تجبر منافسك على الرد عليك, حينها تكون جاهزا للرد عليه مرة ثانية و بقوة اكبر, لا تسوق لمنتجاتك او خدماتك اثناء لعب هذه اللعبة الخطرة, و اخيرا كن مستعدا لتحمل النتائج !
مقترحات
– يفضل استعمال طريقة “الكاريكاتير” اثناء السخرية, بمعنى ان تأتي برسام كاريكاتيري ليقوم بعمل رسمة او صورة تشرح عيب منافسك بشكل كوميدي قابل للانتشار الفيروسي, ثم قم باستخدم تلك الصورة في اللعبة مباشرة.
– اتفق مع شخصية مشهورة على الشبكة التي ستستعملها لتتبنى الفكرة و تقوم بنشرها على حسابها, حينها ستضع منافسك في موقف محرج, لن يستطيع اتهامك مباشرة بانك تستهدف الدعاية لنفسك, لان الامر سيصبح خارج نطاقك الخاص ليتوسع خلال الجمهور !
– عدو عدوك هو صديق لك, استدعي من ينافس نفس منافسك في هذة اللعبة, و قوموا جميعا بعمل “حفلة جماعية” على هذا المسكين !
– قدم قبل “الحفلة” عروضا و خدمة ممتازة, فبينما يدخل الجمهور لاستكشاف حسابك خلال اللعبة, يجب ان تكون قد اعددت لهم اشياء مميزة و بديلة تبهرهم و تجعلهم يفكرون في الانتقال اليك، و لكن لا تنسى، لا تجعل الامر مباشرا، لا تربط بين مهاجمتك الاخرين بما تريد بيعه، سيفضح امرك حينها و بسرعة !